فصل: المطلب الأول: ما جاء عن الصحابة في ذلك:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



29. عن أبي نضرة قال خطبنا ابن عباس فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من نبي إلا وله دعوة تعجلها في الدنيا وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة فآتي باب الجنة فآخذ بحلقة الباب فاقرع الباب فيقال من أنت فأقول أنا محمد فآتي ربي وهو على كرسيه أو على سريره فيتجلى لي ربي فاخر له ساجدا» أخرجه ابن خزيمة في التوحيد وأحمد والدارمي في الرد على بشر المريسي.
30. وعن ابن عباس عن النبي قال: «إن اهل الجنة يرون ربهم تبارك وتعالى في كل يوم جمعة في رمال الكافور وأقربهم منه مجلسا أسرعهم إليه يوم الجمعة وابكرهم غدوا». أخرجه الآجري في الشريعة.
31. عن عبد الله بن عمرو: «خلق الله الملائكة لعبادته أصنافا فان منهم لملائكة قياما صافين من يوم خلقهم إلى يوم القيامة وملائكة ركوعا خشوعا من يوم خلقهم إلى يوم القيامة وملائكة سجودا منذ خلقهم إلى يوم القيامة فإذا كان يوم القيامة وتجلى لهم تعالى ونظروا إلى وجهه الكريم قالوا سبحانك ما عبدناك حق عبادتك». أخرجه البيهقي في الرؤية وابن عساكر.
32. عن أبي بن كعب عن النبي في قوله تعالى: {للذين احسنوا الحسنى وزيادة} قال: «النظر إلى وجه الله عز وجل» أخرجه الطبري والدارقطني وغيرهما.
33. عن كعب بن عجرة عن النبي في قوله تعالى: {للذين احسنوا الحسنى وزيادة} قال: «الزيادة النظر إلى وجه الله تبارك وتعالى» أخرجه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات قاله الهيثمي في المجمع.
34. عن أبي الدرداء أن فضالة يعني ابن عبيد كان يقول: «اللهم إني أسألك الرضا بعد القضاء وبرد العيش بعد الموت ولذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة» أخرجه الطبراني في الكبير وأبن أبي عاصم في السنة بإسناد صحيح.
35. عن عبادة بن الصامت عن النبي انه قال: «قد حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا إن مسيح الدجال رجل قصير أفحج جعد اعور مطموس العين ليست بناتئة ولا جحراء فإن التبس عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعور وإنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا» أخرجه أحمد بسند حسن.
36. عباد بن منصور قال سمعت عدي بن ارطاة يخطب على المنبر بالمدائن فجعل يعظ حتى بكى.... وفيه قال: ولقد سمعت فلانا- نسي عباد اسمه- ما بيني وبين رسول الله غيره فقال أن رسول الله قال: «إن لله ملائكة ترعد فرائصهم من مخافتة ما منهم ملك تقطر دمعته من عينه إلا وقعت ملكا يسبح الله تعالى قال وملائكة سجود منذ خلق الله السماوات والأرض لم يرفعوا رؤوسهم ولا يرفعونها إلى يوم القيامة وصفوف لم ينصرفوا عن مصافهم ولا ينصرفون إلى يوم القيامة فإذا كان يوم القيامة فإذا كان يوم القيامة وتجلى لهم ربهم فنظروا إليه قالوا سبحانك ما عبدناك كما ينبغي لك أن نعبدك» أخرجه الخطيب البغدادي في التاريخ وأبو الشيخ في العظمة وقال ابن كثير: إسناده لا بأس به.

.المبحث الثالث: كلام الصحابة والتابعين والأئمة في الرؤية:

إنه مما لا شك فيه، أن الصحابة فمن بعدهم، من التابعين والأئمة المتبوعين، خير من فهم القرآن والسنة، لأنها أنزلت عليهم، وإلا لزم منه عدم البلاغ منه صلى الله عليه وسلم، خاصة إذا علمنا أنهم لم يصابوا بداء المنطق والفلسفة، ولذا فإني سأقسم البحث إلى ثلاثة مطالب:

.المطلب الأول: ما جاء عن الصحابة في ذلك:

1. عن عامر بن سعد قرأ أبو بكر الصديق {للذين احسنوا الحسنى وزيادة} فقالوا ما الزيادة يا خليفة رسول الله قال: «النظر إلى وجه الله تبارك وتعالى» أخرجه الطبري وابن أبي عاصم والآجري وعبد الله بن أحمد في السنة واللالكائي.
2. عن عمارة ابن عبيد قال سمعت عليا يقول: «من تمام النعمة دخول الجنة والنظر إلى وجه الله تبارك وتعالى في جنته» أخرجه أبو حاتم واللالكائي.
3. وعن حذيفة قال: «الزيادة النظر إلى وجه الله تبارك وتعالى».
4. عن عبد الله بن عكيم قال سمعت عبد الله بن مسعود يقول في هذا المسجد مسجد الكوفة يبدأ باليمين قبل أن يحدثنا فقال: «والله ما منكم من إنسان إلا أن ربه سيخلو به يوم القيامة كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر» أخرجه الطبراني في الكبير واللالكائي من طريق أبي عوانة وأخرجه عبد الله بن أحمد في السنة والطبراني من طريق شريك به.
5. قيل لابن عباس كل من دخل الجنة يرى الله عز وجل قال نعم أخرجه الآجري في الشريعة وابن أبي حاتم.
6. عن ميمون بن أبي حمزة قال كنت جالسا عند أبي وائل فدخل علينا رجل يقال له أبو عفيف فقال له شقيق بن سلمة يا أبا عفيف إلا تحدثنا عن معاذ بن جبل قال بلى سمعته يقول: «يحشر الناس يوم القيامة في صعيد واحد فينادي أين المتقون فيقومون في كنف واحد من الرحمن لا يحتجب الله منهم ولا يستتر قلت من المتقون قال قوم اتقوا الشرك وعبادة الأوثان واخلصوا لله في العبادة فيمرون إلى الجنة». أخرجه اللالكائي.
7. عن أبي النصر أن أبا هريرة كان يقول «لن تروا ربكم حتى تذوقوا الموت». أخرجه اللالكائي.
8. عن ابن عمر قال: «إن أدنى أهل الجنة منزلة من ينظر إلى ملكه ألفي عام يرى أدناه كما يرى أقصاه وإن أفضلهم منزلة لمن ينظر إلى وجه الله في كل يوم مرتين». أخرجه اللالكائي.
9. عن أبي موسى الاشعري انه كان يحدث الناس فشخصوا بأبصارهم فقال: «ما صرف أبصاركم عني قالوا الهلال قال فكيف بكم إذا رأيتم وجه الله جهرة» أخرجه الآجري في الشريعة وعبد الله في السنة واللالكائي.
10. عن جابر قال إذا دخل أهل الجنة الجنة وأديم عليهم بالكرامة جاءتهم خيول من ياقوت احمر لا تبول ولا تروث لها أجنحة فيقعدون عليها ثم يأتون الجبار فإذا تجلى لهم خروا له سجدا فيقول يا أهل الجنة ارفعوا رؤوسكم فقد رضيت عنكم لا سخط بعده أخرجه الآجري في الشريعة.
وانظر ما روي عن الصحابة في تفسير قوله: {وزيادة} و{لدينا مزيد}.
قال الطبري فتحصل في الباب ممن روى عن رسول الله من الصحابة حديث الرؤية ثلاث وعشرون نفسا منهم علي وأبو هريرة وأبو سعيد وجرير وأبو موسى وصهيب وجابر وابن عباس وانس وعمار بن ياسر وأبي ابن كعب وابن مسعود وزيد بن ثابت وحذيفة بن اليمان وعبادة بن الصامت وعدي بن حاتم وأبو رزين العقيلي وكعب بن عجرة وفضالة بن عبيد وبريدة بن الحصيب ورجل من أصحاب النبي.
قال: يحيى بن معين عندي سبعة عشر حديثا في الرؤية كلها صحاح.
وقال البيهقي روينا في إثبات الرؤية عن أبي بكر الصديق وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وأبي موسى وغيرهم ولم يرو عن أحد منهم نفيها ولو كانوا فيها مختلفين لنقل اختلافهم في ذلك إلينا فلما نقلت رؤية الله سبحانه وتعالى بالأبصار في الآخرة عنهم ولم ينقل عنهم في ذلك اختلاف كما نقل عنهم فيها اختلاف في الدنيا علمنا انهم كانوا على القول برؤية الله بالأبصار في الآخرة متفقين.

.المطلب الثاني: ما روي عن التابعين في الرؤية:

إليك ما روي في مسألة الرؤية عن التابعين الذين أخذوا عن الصحابة الكرام، الذين هم عصابة الإسلام، ومن خير القرون كما جاء في الحديث: «خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم»:
1. قال سعيد بن المسيب الزيادة النظر إلى وجه الله رواه مالك عن يحيى عنه.
2. وقال الحسن الزيادة النظر إلى وجه الله رواه ابن ابي حاتم عنه.
3. وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى الزيادة النظر الى وجه الله تعالى رواه حماد بن زيد عن ثابت عنه.
4. وقاله عامر بن سعد البجلي ذكره سفيان عن أبي إسحاق عنه وقاله عبد الرحمن ابن سابط رواه جرير بن ليث عنه وقاله عكرمة ومجاهد وقتادة والسدي والضحاك وكعب.
5. وكتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض عماله: أما بعد فاني أوصيك بتقوى الله ولزوم طاعته والتمسك بأمره والمعاهدة على ما حملك الله من دينه واستحفظك من كتابه فإن بتقوى الله نجا أولياء الله من سخطه وبها رافقوا أنبياءه وبها نضرت وجوههم ونظروا إلى خالقهم وهي عصمة في الدنيا ومن الفتن ومن كرب يوم القيامة.
6. وقال الحسن لو علم العابدون في الدنيا انهم لا يرون ربهم في الآخرة لذابت أنفسهم في الدنيا.
7. وقال الأعمش وسعيد بن جبير: أن اشرف أهل الجنة لمن ينظر إلى الله تبارك وتعالى غدوة وعشية.
8. وقال كعب: ما نظر الله سبحانه إلى الجنة قط إلا قال طيبي لأهلك فزادت ضعفا على ما كانت حتى يأتيها أهلها وما من يوم كان لهم عيد في الدنيا إلا ويخرجون في مقداره في رياض الجنة فيبرز لهم الرب تبارك وتعالى فينظرون إليه وتسفى عليهم الريح المسك ولا يسألون الرب تعالى شيئا إلا أعطاهم حتى يرجعوا وقد ازدادوا على ما كانوا عليه من الحسن والجمال سبعين ضعفا ثم يرجعون إلى أزواجهم وقد ازددن مثل ذلك.
9. وقال هشام بن حسان: أن الله سبحانه وتعالى يتجلى لأهل الجنة فإذا رآه أهل الجنة نسوا نعيم الجنة.
10. وقال طاووس: أصحاب المراء والمقاييس لا يزال بهم المراء والمقاييس حتى يجحدوا الرؤية ويخالفوا أهل السنة.
11. وقال شريك عن أبي إسحاق السبيعي الزيادة النظر إلى وجه الرحمن تبارك وتعالى.
12. وقال حماد بن زيد عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: انه تلى هذه الآية للذين احسنوا الحسنى وزيادة قال إذا دخل أهل الجنة الجنة أعطوا فيها ما سألوا وما شاؤا فيقول الله عز وجل لهم انه قد بقي من حقكم شيء لم تعطوه فتجلى لهم ربهم فلا يكون ما أعطوه عند ذلك بشيء فالحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه ربهم عز وجل ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة بعد نظرهم إلى ربهم تبارك وتعالى.
13. وقال علي بن المديني سألت عبد الله بن المبارك عن قوله تعالى: {فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا} قال عبد الله: من أراد النظر إلى وجه الله تبارك وتعالى خالقه فليعمل عملا صالحا ولا يخبر به أحدا.
14. وقال نعيم بن حماد سمعت ابن المبارك يقول: ما حجب الله عز وجل أحدا عنه إلا عذبه ثم قرأ: {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ثم إنهم لصالو الجحيم ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون} قال بالرؤية ذكره ابن أبي الدنيا عن يعقوب عن إسحاق عن نعيم.
15. وقال عباد بن العوام قدم علينا شريك بن عبد الله منذ خمسين سنة فقلت له يا أبا عبد الله أن عندنا قوما من المعتزلة ينكرون هذه الأحاديث أن الله ينزل إلى السماء الدنيا وأن أهل الجنة يرون ربهم فحدثني بنحو عشرة أحاديث في هذا وقال: أما نحن قد أخذنا ديننا هذا عن التابعين عن أصحاب رسول الله فهم عمن اخذوا.
16. وقال عقبة بن قبيصة أتينا أبا نعيم يوما فنزل إلينا من الدرجة التي في داره فجلس وسطها كأنه مغضب فقال حدثنا سفيان ابن سعيد ومنذر الثوري وزهير بن معاوية وحدثنا حسن بن صالح بن حي وحدثنا شريك بن عبد الله النخعي هؤلاء أبناء المهاجرين يحدثوننا عن رسول الله أن الله تبارك وتعالى يرى في الآخرة حتى جاء ابن يهودي صباغ يزعم أن الله تعالى لا يرى يعني بشر المريسي.
وكذا وأنظر ما روي عن التابعين في تفسير قوله: {وزيادة} و{لدينا مزيد}.